الفنان التشكيلي والمصور جمال بوعلي يكرم الناصرية (بجاية) لأول مرة.. / بوكرش محمد


Djamel Bouali 
الفنان جمال بوعلي
الفنان التشكيلي والمصور جمال بوعلي يكرم الناصرية (بجاية)لأول مرة..

من اليوم الذي أصبحت فيه الناصرية (بجاية) ولاية بعد أن كانت دائرة تابعة لولاية سطيف عين فيها مدير ثقافة (مقاول تعسف ثقافى) مثلها مثل باقي ومعظم الولايات، لكن نشاطها الثقافي اقتصر على المسرح والسينيما.. أما نشاطها الأدبي والفني التشكيلي لن يحصل لنا الشرف أن سمعنا عنهما شيئا رسميا.. رغم وجود هذه الشريحة وخاصة التشكيليين منهم ..
تفاجأت  في الفايسبوك بصور عدسة الفنان جمال بوعلي لمعرض كبير بصالونها الأول التشكيلي حضره 34 فنان تشكيلي من 30 ولاية اضافة الى ذلك 20 فنان من الولاية المضيفة.. اذا كانت الولاية بجاية وحدها لها 20 فنان تشكيلي مشارك بهذا الصالون، هذا يعني أن هذا العنصر متوفر  ويفوق عدد المشاركين بين عصاميين وخريجي المدارس الفنية ينشطون بالولاية من يوم فصلها عن ولاية سطيف وقبل ذلك.. السؤال الذي يفرض نفسه: هل لبجاية دار ثقافة كباقي دور الثقافة بالولايات الأخرى؟، الجواب طبعا يكون (لا،لا،لا،لا ) بما أن الصالون التشكيلي الأول لها افتتح معرضه بقاعة المسرح الجهوي للولاية التي صممت حسب الصورة المنشورة لمثل هذه المعارض التشكيلية (أو ملصقات المسرحيات والأفلام والصور الدعائية) ، لكن بلون أحمر داكن بعض الشيء يذكرك بالمذابح العمومية.. لون غير مدروس نهائيا ليكون حافزا لمثل هذه الأعمال الصاخبة بألوانها  الباردة والحارة هي الأخرى..وجود مثل هذا اللون التعسفي بهذه القاعة التابعة للمسرح يعني بالتأكيد اقصاء  هذه الشريحة الفنية التشكيلية التي من اختصاصها مراعاة دور هذا اللون  وبأي درجة يمكنه أن يكون حافزا لمثل هذه الأعمال التشكيلية مع الاضاءة الكافية التي من شأنها تعديل ذلك اللون لضمان المشهد دون تشويش جانبي.


نبارك أولا لبجاية وفناني بجاية وصولهم لاقناع مقاول الثقافة (مدير الثقافة ) ببجاية  تجسيد مثل هذه الطبعة الأولى من نوعها في بجاية التي نتمنى لها النجاح مستقبلا في ظروف وفضاء أحسن يزيد من قيمة المعرض ومن متعة جمهوره..
جهد كبير نثمنه بذله المنظمون وعلى رأسهم صاحب الفكرة والغيرة الفنان الشاب جمال بوعلي الذي عرفناه مشاركا ببعض الملتقيات والصالونات خارج ولايته  كفنان تشكيلي ومصور فني فوتوغرافي لكن الذي يحز في قلبي ويؤلمني هو الحضور الغير قادر على الاضافة أو النصيحة والتوجيه وبالتالي غير قادر على التغيير ..34 فنان من 30 ولاية عرضوا ولا واحد منهم لاحظ وأشار بأن لون القاعة والاضاءة لا تليق بالأعمال المعروضة ولا تخدمها..ليتفادى ذلك المنظمون مستقبلا..ربما هذه المرة كانت فرحة المنظمين باقناع مقاولي الثقافة قد ألهتهم زيادة على ذلك ضيق الوقت الذي تم فيه تحضير الملتقى..
أمر مثل هؤلاء الفنانين (ان صح التعبير) الذين يعرضون أعمالهم دون أي شرط ولا قيد ولا تحسب وحسبان يشككني في صحة  وكيان ما يقدمون... 
 

تقول الفنانة التشكيلية والناقدة الدكتورة نادية قجال:  (الرواق أشبه إلى المذبح منه إلى رواق عرض و نستبطن من لفظة الذبح هنا عدة معاني اهمها هو تقديم الأعمال الفنية على اختلاف مستوياتها قربانا لما ترسخ في إدارات التسيير الثقافي من ثقافة الاستهتار بالمنتج الفني وإهمال قيمته الجمالية فمن منا لا يعرف ما يعكسه فضاء العرض شكلا ولونا وإضاءة على الاعمال الفنية المعروضة ومن منا لا يعرف أن اللون الاحمر يشوش الرؤية ويتعبها ويمنح المتلقي الشعور بالقرب مما يبرز الخلفية على حساب العمل إذا كانت الوان العمل باردة ويفتر اي يضعف بروز العمل الفني إذا كان هذا العمل بألوان حارة ، ولا ننكر استخدام الاحمر بدرجات مدروسة وإضاءة مختارة بعناية في بعض القاعات الاوروبية لكن شتان بين قاعتنا المعنية بالنقد والقاعات الظاهرة اعلاه فالفارق صارخ ولا حرج ابدا في تقديم الملاحظات او النقد حتى ولو كان في قالب ساخر لمثل هذه المظاهر المسيئة لصورة الفن التشكيلي ببلادنا ولا شك ان ما نلاحظه جليا كجزائريين لا يخفى على الأجانب لذلك لاضير في توجيه النقد لتدارك الامر فهو احسن من السكوت عليه وإبداء الرضا حتى يصير عادة وعاهة مستديمة).
بوكرش محمد 28/12/2014
BOUKERCH MOHAMED

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

حوار الخامات وولادة الأثر، قراءة في تجربة سامي بن عامر / رياض بنالحاج أحمد: باحث جامعي