براقماتية أدبية ما بين الدكتور حبيب مونسي* والدكتور واسيني الأعرج*... / بوكرش محمد
الأستاذ حبيب مونسي ، أستسمحك وأعتذر، حديثك الذي يقطر ثقافة وتأصيلا أدبيا، الموجه للمبدع الروائي واسيني الأعرج الأديب البراقماتي .. لا يخدم الشهرة العالمية اليوم بالذات ولا العربية العربية..ولا يفتح الطريق المؤدي لها وللجوائز والتحفيزات.. ولا لثروة نوبل كما يعرف الجميع، وبالتالي حتى وان تصل الرسالة ويستحسنها الأستاذ، تبقى مكتوما جد شخصيا، لأنه لون من الألوان المستهدفة التي لا تتسامح معه ولا ترغب فيه غرف العمليات.. الموجهة (بكسر الجيم ) للأقلام بعدة آليات وطرق، الموجهة لكل الألوان المراد فرضها أو تعميمها رغم انف (ما يميز الادب والأديب) رغم انف الجانب الثقافي الروحي والما ورائيات وما تتميز به ثقافة عن ثقافة.. نص الروائي المبدع واسيني الأعرج يخلو من الجانب الثقافي تماما (عكس ما يظهر في الصورة وأضع خطا تحت المرحومة ، القصد الاسلامي المغيب في النص)
نص مفعم بجميل زخرف تراكيب السرد والتوزيع الايقاعي الفني المتنصل من ثقافة الأديان مهما تفاوت صدقها وصحتها، فقط ، لئلا يشار لكل ما هو اسلامي بالتحديد والقصد، حتى وان كان ذلك ضمنيا.. وأعتبر مثل هذه النصوص مع الأسف الشديد رغم مستواها ، مجرد قطع غيار مقلدة (بفتح اللام) المختلفة شكلا وتصميما .. بمفهوم الجاهز المعولم، المفروض والمطلوب من المتحكمين في السوق أو الذي يراد فرضة على المستدمرات(المستعمرات) لتزداد دمارا على دمار.
.(standard) prêt à porter
بوكرش محمد 30/12/2014
BOUKERCH MOHAMED
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
- الدكتور حبيب مونسي : صديقي واسيني..إني أشعر بذلك البرد القاسي وأنا أقرأ كلماتك.. وأنظر من وراء ظهرك إلى مدينة الصمت الرهيب، التي عرفتْ كيف تدس أسرارها التي حكيت بعضها... إن زيارة لمثل هذا المكان تمحو من القلب أوهامه، وتمسح عن النفس أدرانها، وتعيد قراءة الحياة من جديد في صفحات لم يكتبها أديب أو شاعر.. وإنما كاتبها الموت الذي يمضي على وتيرة واحدة إلى منتهاه، لا يعبأ بالأجيال التي يكورها في سلاسل سيره نحو قدره الأخير.. إن زيارة هذه الأمكنة يريح النفس من غبائها ويخففها من غلوائها ويهذب فيها المشاعروالمخاوف، لتعرف أن مآلها الأخير تربة حرشاء خشنة، باردة مظلمة، لا رفيق فيها ولا أنيس، ولا حبيب ولا جليس.. فيها يتطاول الزمن البرزخي انتظارا لقوافل قادمة من البشر، من عزيز وذليل، وسيد ومسود، وغني وفقير، وشقي وسعيد، وقاتل ومقتول.. فيمهلها لتفتح كتابها.. ثم تلتفت وراءها لتنظر إلى طرق قطعتها وإلى دروب تدحرجت فيها وإلى آمال تعثرت بها.. إلى {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر : 56] فيجيبها الله عز وجل: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ } [يس : 30].
- الدكتور وسيني الأعرج: اليوم رأيتهم جميعا، وكان البرد قاسيا. على هذه الأرض نام جدي الأول قبل قرون خلت. أغمض عينيه من شدة متاعب الرحلة ثم استراح تحت الخروبة ونام إلى الأبد. والدي لم تسعه الأرض، فاستراح في مكان في السماء وترك وراءه قبره مفتوحا. وفي التربة نفسها تنام اليوم حنّا فاطنة، معلمي الأعظم، وميما أمزار، التي أذابت الحجر لتجعل الحياة ممكنة في صلب الخوف، وزوليخا أختي التي انسحبت في صمت قبل ان تغفو إلى الأبد بجرحها القاسي، وأخي وحبيبي عزيز الذي خرج في عنفوان العمر ولم يلتفت وراءه. كان عاشقا للحياة حتى النفس الأخير، ومحبا للناس والخير. لقد أصبحوا اليوم جزءا من هذه التربة المقدسة، وبنفسجا بريا معطرا، وحنين طيور صغيرة وجدت مساكنها في المقاير، وأشعة كلما غابت الشمس البحرية من وراء جبل النار، أنعشت قلوبهم، ومدت جسورا من النور بيننا وبينهم.
.(standard) prêt à porter
بوكرش محمد 30/12/2014
BOUKERCH MOHAMED
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
- الدكتور حبيب مونسي : صديقي واسيني..إني أشعر بذلك البرد القاسي وأنا أقرأ كلماتك.. وأنظر من وراء ظهرك إلى مدينة الصمت الرهيب، التي عرفتْ كيف تدس أسرارها التي حكيت بعضها... إن زيارة لمثل هذا المكان تمحو من القلب أوهامه، وتمسح عن النفس أدرانها، وتعيد قراءة الحياة من جديد في صفحات لم يكتبها أديب أو شاعر.. وإنما كاتبها الموت الذي يمضي على وتيرة واحدة إلى منتهاه، لا يعبأ بالأجيال التي يكورها في سلاسل سيره نحو قدره الأخير.. إن زيارة هذه الأمكنة يريح النفس من غبائها ويخففها من غلوائها ويهذب فيها المشاعروالمخاوف، لتعرف أن مآلها الأخير تربة حرشاء خشنة، باردة مظلمة، لا رفيق فيها ولا أنيس، ولا حبيب ولا جليس.. فيها يتطاول الزمن البرزخي انتظارا لقوافل قادمة من البشر، من عزيز وذليل، وسيد ومسود، وغني وفقير، وشقي وسعيد، وقاتل ومقتول.. فيمهلها لتفتح كتابها.. ثم تلتفت وراءها لتنظر إلى طرق قطعتها وإلى دروب تدحرجت فيها وإلى آمال تعثرت بها.. إلى {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر : 56] فيجيبها الله عز وجل: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ } [يس : 30].
- الدكتور وسيني الأعرج: اليوم رأيتهم جميعا، وكان البرد قاسيا. على هذه الأرض نام جدي الأول قبل قرون خلت. أغمض عينيه من شدة متاعب الرحلة ثم استراح تحت الخروبة ونام إلى الأبد. والدي لم تسعه الأرض، فاستراح في مكان في السماء وترك وراءه قبره مفتوحا. وفي التربة نفسها تنام اليوم حنّا فاطنة، معلمي الأعظم، وميما أمزار، التي أذابت الحجر لتجعل الحياة ممكنة في صلب الخوف، وزوليخا أختي التي انسحبت في صمت قبل ان تغفو إلى الأبد بجرحها القاسي، وأخي وحبيبي عزيز الذي خرج في عنفوان العمر ولم يلتفت وراءه. كان عاشقا للحياة حتى النفس الأخير، ومحبا للناس والخير. لقد أصبحوا اليوم جزءا من هذه التربة المقدسة، وبنفسجا بريا معطرا، وحنين طيور صغيرة وجدت مساكنها في المقاير، وأشعة كلما غابت الشمس البحرية من وراء جبل النار، أنعشت قلوبهم، ومدت جسورا من النور بيننا وبينهم.
أخي الكريم محمد... حينما نقف على أحزان الناس في مثل هذه الأماكن لا نريد لكلامنا أن يكون عابرا مثل يد تمسح الدمع من عيني يتيم دون أن تفوه الشفاه بكلمة، وإنما نريد لليد الحانية أن تحمل ففي مسحتها حكمة الأيام التي لا يمكن أن ينكرها منكر ولا يمكن أن يتخطاها مكر.. إنني حينما رأيت الرجل منكبا على قبر ي يوم بارد شعرت ببرودة تسري ففي قلبه فقلت لعلي أنفخ في رماد جمرتها.. لعلها تتقد .. لعلها تشع من بين الجوانح نورا يضيء عتمة القلب... إني أشفق على نففسي أولا.. نفسي الخطاءة الأمارة بالسوء.. نفسي الظالمة.. نفسي التي لا تعرف إلا الهوى مركبا.. وأشففق على نفوس الناس من حولي فأهم بلجامها أشدها قليلا لتتئد، لتلتفت إلى الحقيقة.. لتتوقف قليلا فتقولا : يا حسرة..
ردحذفشكرا صديقي حبيب مونسي البراقماتية الأدبية أو الفنية الأصلية ان خلت من جانبها الثقافي المتجذر بطعمه ولونه المميز تشبه بالذات والصفة الآبن اللقيط...رسالتك وصلت ...تقديري
ردحذف