الظاهرة خالد سباع !!!./ بوكرش محمد

مارس 11, 2015

الظاهرة خالد سباع !!!./ بوكرش محمد

أكون قد تأخرت كثيرا صراحة لتناول الظاهرة الفنان "خالد سباع ".. لكثرة قفزه ونطه السريع بين أساليب ومدارس فنية كثيرة أمام التأني الملازم لي لقراءة أعمال الفنان بتذوق علمي ثقافي يخصني ولا يعني غيري من النقاد وقراء الأعمال التشكيلية العربية، وبالتحديد الأعمال المغاربية المتميزة بخصوصيتها ومصادر استلهامها..
الرسام "خالد سبع" كثير الاعجاب بكل ما يحمل في ثناياه قدرات تقنية ثقافية، تشكيلية وجمالية ..سريع التأثر والانجراف للقبض على كل ما يراه يخدم عمله الفني التجريبي، أحيانا بالنقل المباشر وأخرى بالاقتباس بالتجريد والاختزال..

مثابرته بالادمان الدائمة على كسب معظم التجارب التي يقع ضحية اعجاب بها، تركته في نظري المتواضع يتأخر بعض الشيء عن وجود بصمته التي ينبغي أن تكون توقيعا له كفنان من بين أخرين.. من بين كل الأساليب والتقنيات الفنية بين الرسم الزيتي والمائي وفن النحت الذي يجيده بامتياز، يعكف أيضا الفنان "خالد" على ممارسة الحروفية العربية، بشكل أرى أنه تمكن فيه بتميز محاكيا ومستفيدا من المدرسة التشكيلية التونسية "نجا المهداوي".
تتلمذ الفنان خالد سباع عاشقا، على جميل هذه المدرسة المغاربية المتميزة بالحروفية رسما ونحتا "النجا مهداوية" تتلمذ بطريقة هوس وانتماء خاصة، مطعمة بتراث الرموز والاشارات الأمازيغية مرجعية البعض من فناني سكان الشمال الافريقي ..

بعد كل هذه المدة والتأخر بتحفظ عن تناول "خالد سباع" كفنان مختلف ..وموضوع يجعلني اليوم أقف على حكم يخصني ولا يخص أحدا، بما في ذلك الفنان نفسه..مفاده ان الفنان "خالد سباع" ظاهرة يليق تتبعها والاستفادة من تجاربها التي تصب كلها اليوم في خدمة تميزه في عالم الفن الحروفي بين الرسم والنحت بعد تميز الفنان التونسي نجا المهداوي..متميزان عن بعظهما البعض في التشكيل وحرية الانبثاق، لكن لهما نفس الروح وعدة عوامل مشتركة بشراكة متينة البنية ما يجعلني أجزم بأن للمغرب العربي مدرسة بدت بوادرها تتظح بانتماء الفنان خالد سبع وباضافاته البراقة لما أرساه نجا المهداوي قبله..

هنيئا لنا بالمدرسة المهداوية بشمال افريقيا...وأعلنها قائلا المدرسة المهداوية التشكيلية بالمغرب الكبير أصبحت تحصيل حاصل وهي أيضا من السهل الممتنع..

أقول هذا لأن قدرة الأستاذ "نجا المهداوي" بصلابة هندسة حرفه الكوفي القيرواني وجهد التلميذ "خالد سباع" ومرونة هندسة حرفه الكوفي المغربي، تجربتان من الصعب الخوض فيها واعتناقها، ما لم نكتسب خبرة تقنية عالية والمرور بمخابر تجريب فني بين رسم ونحت يحتاج الى عمر بحاله..

أصارحكم أصدقائي : لن أجد ما يعطي حق الظاهرتين الفنان "خالد سباع" والفنان نجا المهداوي حقهما، غير الذي كتبت كمعجب أولا وكشبه فنان شاهد على عصره، بما يراه استحقاقا واعترافا بجهد الآخرين..