هل الإبداع صناعة؟؟ / حبيب مونسي
هل الإبداع صناعة؟؟
لماذا نعيد تحيين مثل هذا الاصطلاحات اليوم؟؟
هل لم نعد نكتب وفق سنن الكتاب وتقاليدهم؟؟
لماذا نعيد تحيين مثل هذا الاصطلاحات اليوم؟؟
هل لم نعد نكتب وفق سنن الكتاب وتقاليدهم؟؟
حبيب مونسي
يكشف مصطلح "الصناعة" عن إرادة كامنة وراءه، يرفدها تصور واضح الأهداف، والصناعة من هذا الباب ضرب من التفنن في إيجاد وسائل التبليغ القائمة على كشف المراد، وإيصاله إلى المتلقي بيّنا دون غموض أو لبس، قائما على سبل من الإفهام والتفهيم . فالصناعة – وهي تستهدف هذا المنحى – تجنح إلى تجويد مرتكزاتها اللفظية، والتركيبية، خدمة للمعنى المحمول دون أن تتناسى درجة المتلقي وقابليته الذوقية من جهة ، والمعرفية من جهة أخرى. وقد أسمت البلاغة العربية هذا الاهتمام ب "مقتضى الحال".
ولم تقم المشكلة المسماة ب " اللفظ والمعنى" في النقد العربي القديم إلاّ باعتبارها حاصلا لهذا الضرب من الصناعة، بحثا عن نقطة الثقل في الفعل الإبداعي. هل هي في الألفاظ وشروط جودتها وصحتها ؟ أم في المعاني وشرفها وجدتها؟ ولم تتحزب الفرق للموقفين إلاّ لخطورة كل واحد منها، ولثقله الخاص في البناء الشامل للنص. وإذا كنا نجد من يحاول الوقوف معها موقف التساوي في الأهمية فإن مفهوم الصناعة يتوقف على ذلك التوازن وذلك التساوي..
قد يتساوى مصطلح الإنشاء والصناعة من كونهما يدلان على جهد واع، يكون الغرض فيه إقامة بناء لفظي يتسم بالاستقامة والحسن ، مادام الإنشاء معناه الشروع، والإيجاد، والوضع. وإذا تدبرنا الألفاظ الثلاثة وجدنا فيها ما يلخص لنا مشكلة الصناعة تلخيصا تاما. إذ أن الشروع الذي يُقصد منه الهم في الفعل ، يقتضي أن تكون مواد البناء مختارة جاهزة، والخطة التي يتوجب على المنشئ أن ينهجها بيّنة المبتدى والمنتهى. وإذا تحقق مثل هذا الشرط سهل علينا إدراك فعل الإيجاد الذي يقتضي عمليات التركيب المختلفة، والتي تخضع من جهة للمواد البنائية ولخطة السير، ومن جهة أخرى للمسات المبدع التي تجعل المادة تتهيأ على وضع معين خاص بها في هذا البناء، وإن كانت تشترك في جميع البناءات الأخرى. وهذه اللمسة هي التي تعطي للعمل تفرّده وجدارته. فإذا كان الإنشاء يقتضي هذه المراحل الثلاث -على النحو الذي بينّا- فإن عملية الكتابة لا تسلك هذا المنهج التراتبي المبسط، وإنما تحدث العملية دفعة واحدة تصنعها الدربة والمران.
يكشف مصطلح "الصناعة" عن إرادة كامنة وراءه، يرفدها تصور واضح الأهداف، والصناعة من هذا الباب ضرب من التفنن في إيجاد وسائل التبليغ القائمة على كشف المراد، وإيصاله إلى المتلقي بيّنا دون غموض أو لبس، قائما على سبل من الإفهام والتفهيم . فالصناعة – وهي تستهدف هذا المنحى – تجنح إلى تجويد مرتكزاتها اللفظية، والتركيبية، خدمة للمعنى المحمول دون أن تتناسى درجة المتلقي وقابليته الذوقية من جهة ، والمعرفية من جهة أخرى. وقد أسمت البلاغة العربية هذا الاهتمام ب "مقتضى الحال".
ولم تقم المشكلة المسماة ب " اللفظ والمعنى" في النقد العربي القديم إلاّ باعتبارها حاصلا لهذا الضرب من الصناعة، بحثا عن نقطة الثقل في الفعل الإبداعي. هل هي في الألفاظ وشروط جودتها وصحتها ؟ أم في المعاني وشرفها وجدتها؟ ولم تتحزب الفرق للموقفين إلاّ لخطورة كل واحد منها، ولثقله الخاص في البناء الشامل للنص. وإذا كنا نجد من يحاول الوقوف معها موقف التساوي في الأهمية فإن مفهوم الصناعة يتوقف على ذلك التوازن وذلك التساوي..
قد يتساوى مصطلح الإنشاء والصناعة من كونهما يدلان على جهد واع، يكون الغرض فيه إقامة بناء لفظي يتسم بالاستقامة والحسن ، مادام الإنشاء معناه الشروع، والإيجاد، والوضع. وإذا تدبرنا الألفاظ الثلاثة وجدنا فيها ما يلخص لنا مشكلة الصناعة تلخيصا تاما. إذ أن الشروع الذي يُقصد منه الهم في الفعل ، يقتضي أن تكون مواد البناء مختارة جاهزة، والخطة التي يتوجب على المنشئ أن ينهجها بيّنة المبتدى والمنتهى. وإذا تحقق مثل هذا الشرط سهل علينا إدراك فعل الإيجاد الذي يقتضي عمليات التركيب المختلفة، والتي تخضع من جهة للمواد البنائية ولخطة السير، ومن جهة أخرى للمسات المبدع التي تجعل المادة تتهيأ على وضع معين خاص بها في هذا البناء، وإن كانت تشترك في جميع البناءات الأخرى. وهذه اللمسة هي التي تعطي للعمل تفرّده وجدارته. فإذا كان الإنشاء يقتضي هذه المراحل الثلاث -على النحو الذي بينّا- فإن عملية الكتابة لا تسلك هذا المنهج التراتبي المبسط، وإنما تحدث العملية دفعة واحدة تصنعها الدربة والمران.
تعليقات
إرسال تعليق