الفنان التشكيلي "دميس محمد".. !!! / بوكرش محمد
الفنان التشكيلي "دميس محمد".. !!! / بوكرش محمد
من "سيدي صالح" بولاية الطارف الحدود الجزائرية التونسية ( خط موريس التاريخي) الى "عنابة" بأقصى الشرق الشمالي الجزائري، نعثر على مفاتيح مغامرة التقرب والولوج في عالم الفنان اللاشعوري ومعرفة أبجديات تراكيب نصوص تشكيل لوحة الفنان "دميس محمد.."
تربى وترعرع يتيما..استشهد والده في الثورة التحريرية ..انتقلت والدته لرحمة الله..تلقفته جدته واحتضنته طفلا بريئا.. لا حول ولا قوة له ما عدى ما تقدمه له من حنان، من حب ورعاية وحكيات واقع صور وبنى ذاكرته .. يسأل عن والديه..من خلال تقاسيم وجه الجدة المتطورة بتعابيرحركية لعضلات وجهها، يبحر الطفل "دميس محمد" بين مد وجزر رشوم الوشم التي تكسو جبينها، خدودها وذقنها..رابطا بينها وبين مفهوم حرق وتفجير المساكن.. القتل المباشر ..القتل بالألغام المزروعة.. سفك الدماء..التعذيب..الاذلال والاهانة..
يكبر هذا الطفل ويكبر معه رصيد ذاكرته ..خربش ولون بأقلامه ما كان يمثل له كائنا يسمى مجاهدا، بطلا، مسبلا، شهيدا،علما، وطنا جزائريا، يوم كان يقال لمن هم أكبر منه سنا بالمدارس أنك فرنسيا ..وفي الجزائر الفرنسية..
تمرد معظم الأطفل عن مثل هذا الحديث ورفضه..وهذا الرفض والعزوف بنى كيان الكثير من الشعراء والكتاب والأدباء والفنانين التشكيليين والعديد من الساسة والعلماء..
حقق تظافر هذه الجهود ما يسمى اليوم باستقلال الجزائر(...) أو السيادة الجزائرية (...).مهما كانت النسبة من استقلال الجزائر أو من سيادتها قد تحقق... فباقي ما لا تحققه الحركات السياسية.. حققه الفنان بمشاهد...بما يراه مناسبا ومكملا..
من بعض الفنانين كانت مراجعية الفنان "محمد دميس" نذكر بالتسلسل الزمني
النحات محمد دماغ، الرسام فارس بوخاتم، الرسام لزهر حكار ونختم بالفنان الجميل الرسام "محمد دميس" امتداد لهذه الأسماء والتجارب التي عاشت ويلات الاستعمار (الاستدمار).
الفنان "محمد دميس" تتلمذ على هؤلاء وتجمعه بهم عدة عوامل مشتركة رغم تميز كل منهم على الآخر..
محمد دميس يستحق التقدير والثناء كعصامي مدمن على تعاطي متعة الخربشة والتلوين من أيام نعومة أظافره الى أن غزاه الشيب قاطعا لنفسه تذكرة المكان الذي يليق به في قطار الفن التشكيلي الجزائري..
بوكرش محمد 17/03/2015
BOUKERCH MOHAMED
BOUKERCH MOHAMED
تعليقات
إرسال تعليق