البروفسور ديلمي مخلوف / أحمد عظيمي

Ahmed Adimi
البروفسور ديلمي مخلوف / أحمد عظيمي

 
 البروفسور ديلمي مخلوف

نموذج عن الكفاءات الوطنية التي أبعدت فاستفادت منها الدول الأخرى. هذه رسالة من صديقي مخلوف ديليمي الذي درس معي من السنة الأولى متوسط إلى السنة الثالثة ثانوي 
 
 
كان يحوز المرتبة الأولى باستمرار. بعد الباكالوريا (بامتياز) تحصل على شهادة الليسانس بجامعة باب الزوار (بامتياز) ثم ذهب إلى بريطانيا لمواصلة الدراسة. أتركه يواصل:
 
سرد سيرته كما جاءت تعليقا على الكلمة التي قلتها في حقه يوم أمس. تابعوا ما كتبه لتعرفوا كيف تدمر الإطارات الوطنية وتدفع إلى الهجرة أو التهميش: 


اود أن اضيف تعليقا للقراء زيادةعلى ما ذكره اخي وصديقي الاستاذ الدكتور عظيمي ... كانت رسالة تخرجي سنة 81 بدرجة امتياز وكنت الوحيد الذي تحصل على 91% ولا اظن ان احدا في سجل قسم الالكترونيات والفيزياء في جامعة بلاد الغال ببريطانيا تحصل على مثل هذه الدرجة لغاية ذلك الوقت مع العلم بلن الجامعة المعنية كانت انذاك مصنفة في المرتبة الثالثة في بريطانيا بعد كامريدج وأوكسفورد في مجال البحوث التكنولوجية من اشباه النواقل /المصلات الى الليزر الى النانوتكنولوجي ... ومنحت لي عروض دون ان اقدم طلبا بشانها و منها ان ابقى في الجامعة بشمال بلاد الغال او انتقل الى جامعة كارديف لاتمام البحث السابق لاوانه المتعلق بتوصيل التيار الكهربائي في الاعصاب وبالتحديد الحركية الالكترونية التي كانت اساس ما يسمى اليوم بالتانو تيكنولوجي التي لها تطبيقات في الصناعاتالمكونات الالكترونية العالية الدقة والطب وووو ... او اذهب الى الامارات العربية كمهندس الكترونيات سامي فيما يسمونه head hunting او البحث عن الممتازين مع امكانية اختيار مجال العمل .... ولكن هذه العروض المادية والعلمية في نفس الوقت والمغرية لم تحرف من اتجاهي ولم تنسيني مهمة التحصيل والعودة الى ارض الوطن ليستفيد مني هذا الوطن بقدر ما قدم لي على الاقل ... عينت رئيس مشروع يكلف عشرات الملايين من الدولارات على المستوى الوطني وتراست بعثة لمتابعة تصنيع الاجهزة في الخارج ولكن بمجرد ما بدات النتائج الايجابية تظهر رافقتها عقبات لا تحصى من طرف المسؤولين المباشرين الذين كانوا يخافون من نجاحي وتدرجي في الرتبة التي قد تمس مناصبهم مباشرة الى درجة انهم تكتلوا ليفشلوا المشروع .... وحرموا عني حتي مصاريف السفر والوقود وكنت مضطرا لان اصرف نصف مرتبي الشهري في اطار المشروع .. ولم يفشل المشروع الى ذلكم الحين بحول الله ووفاء بعض الرجال ممن كانوا مخلصين للوطن ... بعد سنوات ايقنت ان يدا واحدة لا تصفق وبالاخص في مواجهة مجموعة تدربت في الاتحاد السوفياتي وبلغاريا لا يفقهون في التسيير ولا في الامور التقنية شيئا وكل همهم ما يكسبون لانفسهم من سيارات ومساكن ومهمات الى الخارج ... قررت ان اقول لهم كفى بعد الارهاق الذي اصابني وادخلت المستشفى ... رجعت الى بريطانيا اين اشتغلت في مجال الااكترونيات الى ان قررت تغيير المسار المهني كله بعيدا عن الهندسة ... فحضرت شهادة ماجيستير في الترجمة .... وكنت الوحيد الي تحصل عليها بامتياز من بين مجموعة فيها ممثل لكل بلد عربي ... والحنين للعودة الى الوطن ومشاهدتي لسوء الامور فيها جعلني احضر شهادة ماجيستير في الاقتصاد السياسي للعولمة ... وبالتحديد التنمية واانتتقال من الاقتصاد المركزي الى اقتصاد السوق الحرة ومسالة المن الاقتصادي والطاقوي هو نوع الخبرات والاختصاصات التي تحتاجها الجزائر للمرور بطريقة علمية منظمة من مرحلة تمركزالقرار والتسيير وفتح الابواب لكل الطاقات الوطنية للمساهمة ... ووصل بي الامر الى ان كونت شركة تكنولوجية تعني بالطاقات المتجددة وبالاخص الطاقة الشمسية وكنت انا الرئيس المدير العام لها وكونت شبكة اتصال عالمية من المختصين والخبراء بهدف تحويل التكنولوجيا في هذا الميدان لبناء القدرات الوطنية وبناء اقتصاد مستدام بعيدا عن تذبذبات السوق الى حد ومن بين الافكار التي كنت (وما ازال اتمنى ان يتحقق ذلك) هو تحويل النفايات المنزلية الى طاقة بحيث لا يبقى من النفايات الا 2% والبقية يتحول الى طاقة كهربائية تستفيد منها الشبكة الوطنية ... ولكن المسؤولين الجزائريين السامين الذين التقيت بهم سواء على مستوى سوناطراك او سونلغاز او وزارة الصناعة بدوا مكتوفو الايدي واستنتجت وغيري انهم مجرد منفذين وحاملي رسائل مبهم من شكيب وتمار وووووو والخلاصة يا اخواني ... عمرنا ما تركنا الجزائر حقا لا بالجسد ولا بالروح وكل ما نفعله يتحولق حول محور واحج هو الجزائر .... ورغم العقبات ما زلنا نحاول وسنبقى نحاول الى ان ياتي اجلنا ... ان ما ذكر اعلاه مجرد ملخص دون الدخول في التفاصيل لنبرهن للبعض مهما كانت عراقيلهم ومهما حاكوا من احابيل لن يفلحوا في ادخال اي كراهية او حقد فينا تجاه جزائرنا التي تسكن افضل مكان في قلوبنا ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)