الفنان "عبد القادر روابح" بين الانكسار والانتصار وألوان من الذاكرة !!! ./ بوكرش محمد
الفنان "عبد القادر روابح" بين الانكسار والانتصار وألوان من الذاكرة !!! .
ابن رأس الواد بولاية برج بوعريرج عاصمة البيبان.. منطقة فلاحية رعوية عرفت ببساتين أشجار الفواكه المذهلة..خضر موسمية على مدار السنة، مياه رقراقة متدفقة مع منحدرات جوانب طرق المدينة الكولونيالية، التي عرفتها بالستينيات خلال أسبوع كامل وعمري آن ذاك لا يتجاوز الحادية عشرة ربيعا.. تسلقت أشجار فواكهها وتمتعت بيانعها حد السكر والسقوط على الأرض مندهشا من الحدث المعكوس الذي بدا لي لحظتها، بأن الأرض هي التي اعتلت لتصطدم بي أعلى الشجرة..
متأكد بأن طفولة الفنان "عبد القادر روابح" كانت غنية بمثل هذا وأكثر .. لتكون له ذاكرة حافلة باللعب ولمس الأشياء المحيطة به من داخل البيت الى رحابة الحقول والبساتين.. من جوار أسرة تعتمد على نفسها في الحياة الشبه قروية أين يستفيد الأهل من كل ما يمثل هذه الحياة..تربية المواشي، نسيج الأغطية واللباس الرجالي والنسوي، دبغ الجلود وتلوينها، تمليس الأواني الفخارية وتوشيحها..نحت المحاريث وتسكيكها..كل هذا من الأشياء العالقة بذاكرة الطفل الذي ترعرع وكبر وترعرعت معه الخربشة واللمس وصناعة اللعبة التي شكلت كيانه التشكيلي اليوم..
تنقل الفنان بعد التخرج متدحرجا الى عاصمة الولاية للعمل، تمكن من اكتشاف وتلمس عدة معارف ثقافية بالولايات المحيطة به شرقا وغربا شمالا وجنوبا وتوغل في عدة مدن صحراوية في شبه القارة الجزائر.
جمع الرصيد الكافي الذي يفرض نفسه اليوم بالجمل وأبجدية التشكيل المعاصر في أعماله التي عرفناه بها مؤخرا، بمعارضه التي أقيمت بالجزائر العاصة وبمشاركاته في المعارض الجماعية بالملتقيات التشكيلية في معظم ولايات الوطن.
فنان حساس جدا، سريع الغضب ، غضب الطفل الذي لا أظن أنه يكبر يوما.. عكس نضجه التشكيلي الواضح، كان ذلك على صعيد التكوين أو التلوين..المرآة التي تحكي الكثير من ذاكرته الذاكرة الجماعية التشكيلية الجزائرية..
"روابح عبد القادر" نحيف البنية طويل القامة تراه في الظاهر هادئا لكن باطنه بركانا بفوهة لا تتسع لتدفق ما بجوفه، عتقه بياض الورقة أو قماش الرسم، خلاصه الوحيد من معاناة ثقل الحمل الذي لا حيلة لاختزاله بمدة تقاس بضيق عمر الفنان المحدود...
كلما مس الأبيض الا وضاق أيضا أمام تهافت تركيبات نسائه وشخوصه كل بألوانه وحركاته وثراء ما يتبعهما، طالبين المزيد من الأبيض .. هل يتسع الأبيض فعلا للفنانين..؟ طبا لا، ما دام الفنان موجودا..
وهكذا أيضا لن تنتهي رحلتي وراحتي مع الفنان الا برحيلي..أنا عابر السبيل.
كلما مس الأبيض الا وضاق أيضا أمام تهافت تركيبات نسائه وشخوصه كل بألوانه وحركاته وثراء ما يتبعهما، طالبين المزيد من الأبيض .. هل يتسع الأبيض فعلا للفنانين..؟ طبا لا، ما دام الفنان موجودا..
وهكذا أيضا لن تنتهي رحلتي وراحتي مع الفنان الا برحيلي..أنا عابر السبيل.
بوكرش محمد 12/03/2015
BOUKERCH MOHAMED
BOUKERCH MOHAMED
تعليقات
إرسال تعليق