صورة وحكاية / بوكرش ليلى
صورة وحكاية / بوكرش ليلى
من بـــــوح الـــــــــروح : وحيدة على شاطئ بارد وخالي .. انا والسماء وريح عاتية تهب كل صباح لتكسر موج البحر الهادر على دنيا البشر الاثمين .. بلباسي الابيض الطويل منتظرة يوم اللقاء السعيد .. يوم العود من البعيد .. يوم الجمع بعد انتهاء رحلة الصيد المشؤومة تلك . كان صباحا عاديا ككل الصباحات التي سبقته .. اجتماعنا وحديثنا حول مائدة الطعام وانتم تنتظرون ما صنعت يداي لكم .. انتم .. ابنائي ، يا قطعة من قلبي وكبدي حملتها ذات يوم بين ذراعاي .. خرجتم بلا وداع على امل الرجوع عشية ذاك اليوم الحزين برزق وفير .. لكن.. رجع الكل الا انتم .. كانت احلك ليلة شهدها البحر حينها ..لست ادري لمن كان يتوعد ليلتها .. ربما هي اثام البشر الملقاة فيه وكنتم انتم الفداء ..رجع الكل الا انتم .. وبت منتظرة والناس تواسيني في مصابي الجلل .. انتم .. ابنائي .. ياقطعة من الروح سكنت اجسادكم .. من لي بعدكم ؟ اتراني القاكم ؟ اتراه القدر يرحم دموع قلبي المنفطر عليكم ويمن علي بساعة لقاء فريد ؟ اتراه الحنين اليائس شوقا يصنع لي طريقا في البحر يوصلني اليكم ؟؟؟ انه الامل يبقيني حية لا الزاد انها وجوهكم ترويني بملامحها لا الماء .. وككل صباح شقي ، اجر الجسد المنهك من طول الليالي البيضاء امام موقدي المنتحر الما عليكم .. اجدني بلا وعي حافية انتعل الصبر على شاطئ الغدريطعنني في اللحظة الف مرة .. اجوبه والذكرى خنجر مغروس بخاصرتي يدميها .. سيف مسلول على ذاكرتي يمحيها .. سهم مسموم مطلق على الروح يفنيها .. والصوت في الافق الرحب مخنوق بلا اصداء يلف حبائله يحبكها على اجسادكم لا يبغي ان يرميها .. اين انتم ؟ فلقد طال الغياب .. وطال الحنين والعذاب وانا انام كل ليلة على دفئ ذكراكم الموقدة داخل صدري ..تراني ساعيش اكثر لاعانق برائتكم ذات يوم ؟ ام ان عنوانكم بعد الرحيل هو طريق الموت ؟ فليكن ، فالكل يحسبكم في عداد الموتى وانا ارهقني جسدي الذي يرفض الاستسلام لكلام الناس .. ما عاد يواسيني اليوم احد بل يطلبون الرحمة لي ولكم على السواء .. فلتحل رحمة الاله علينا جميعا اذا وعلى هذا الجسد البالي .. وانت يا بحر الا عليك لعنة قللوب الأمهات المكلومات الى الابد .. في بيتنا .. اوقدت نارا وذكيتها بدموع وداعي .. اعددت مائدة الطعام لكم وجملتها كما تعودت ان افعل في كل صباحاتي الشقية الماضية .. ولبست اجمل فساتيني .. تركت لكم زادا في حال لو رجعتم في غيابي .. اعرف بانكم جائعون بعد العناء الطويل الذي قاسيتموه تصارعون موج البحر الغادر .. نزلت الشاطئ منتعلة صبري الذي كاد ينفذ ورحت انتظر .. لكن هذه المرة انا موتي هنا انتظر .. نعم .. فلقد ضربت للموت الذي أخذكم مني موعدا البارحة على ضوء القمر .. وها انا جميلة كما تعودتم رؤيتي ايا روحي التي سلبت مني على حين غر .. ووصيتي ان يلقى جسدي في عمق البحر. فرقتنا حياة عشناها معا وسيجمعنا موت .
من بـــــوح الـــــــــروح : وحيدة على شاطئ بارد وخالي .. انا والسماء وريح عاتية تهب كل صباح لتكسر موج البحر الهادر على دنيا البشر الاثمين .. بلباسي الابيض الطويل منتظرة يوم اللقاء السعيد .. يوم العود من البعيد .. يوم الجمع بعد انتهاء رحلة الصيد المشؤومة تلك . كان صباحا عاديا ككل الصباحات التي سبقته .. اجتماعنا وحديثنا حول مائدة الطعام وانتم تنتظرون ما صنعت يداي لكم .. انتم .. ابنائي ، يا قطعة من قلبي وكبدي حملتها ذات يوم بين ذراعاي .. خرجتم بلا وداع على امل الرجوع عشية ذاك اليوم الحزين برزق وفير .. لكن.. رجع الكل الا انتم .. كانت احلك ليلة شهدها البحر حينها ..لست ادري لمن كان يتوعد ليلتها .. ربما هي اثام البشر الملقاة فيه وكنتم انتم الفداء ..رجع الكل الا انتم .. وبت منتظرة والناس تواسيني في مصابي الجلل .. انتم .. ابنائي .. ياقطعة من الروح سكنت اجسادكم .. من لي بعدكم ؟ اتراني القاكم ؟ اتراه القدر يرحم دموع قلبي المنفطر عليكم ويمن علي بساعة لقاء فريد ؟ اتراه الحنين اليائس شوقا يصنع لي طريقا في البحر يوصلني اليكم ؟؟؟ انه الامل يبقيني حية لا الزاد انها وجوهكم ترويني بملامحها لا الماء .. وككل صباح شقي ، اجر الجسد المنهك من طول الليالي البيضاء امام موقدي المنتحر الما عليكم .. اجدني بلا وعي حافية انتعل الصبر على شاطئ الغدريطعنني في اللحظة الف مرة .. اجوبه والذكرى خنجر مغروس بخاصرتي يدميها .. سيف مسلول على ذاكرتي يمحيها .. سهم مسموم مطلق على الروح يفنيها .. والصوت في الافق الرحب مخنوق بلا اصداء يلف حبائله يحبكها على اجسادكم لا يبغي ان يرميها .. اين انتم ؟ فلقد طال الغياب .. وطال الحنين والعذاب وانا انام كل ليلة على دفئ ذكراكم الموقدة داخل صدري ..تراني ساعيش اكثر لاعانق برائتكم ذات يوم ؟ ام ان عنوانكم بعد الرحيل هو طريق الموت ؟ فليكن ، فالكل يحسبكم في عداد الموتى وانا ارهقني جسدي الذي يرفض الاستسلام لكلام الناس .. ما عاد يواسيني اليوم احد بل يطلبون الرحمة لي ولكم على السواء .. فلتحل رحمة الاله علينا جميعا اذا وعلى هذا الجسد البالي .. وانت يا بحر الا عليك لعنة قللوب الأمهات المكلومات الى الابد .. في بيتنا .. اوقدت نارا وذكيتها بدموع وداعي .. اعددت مائدة الطعام لكم وجملتها كما تعودت ان افعل في كل صباحاتي الشقية الماضية .. ولبست اجمل فساتيني .. تركت لكم زادا في حال لو رجعتم في غيابي .. اعرف بانكم جائعون بعد العناء الطويل الذي قاسيتموه تصارعون موج البحر الغادر .. نزلت الشاطئ منتعلة صبري الذي كاد ينفذ ورحت انتظر .. لكن هذه المرة انا موتي هنا انتظر .. نعم .. فلقد ضربت للموت الذي أخذكم مني موعدا البارحة على ضوء القمر .. وها انا جميلة كما تعودتم رؤيتي ايا روحي التي سلبت مني على حين غر .. ووصيتي ان يلقى جسدي في عمق البحر. فرقتنا حياة عشناها معا وسيجمعنا موت .
تعليقات
إرسال تعليق