الفنان التشكيلي بالمكي مراد.. !!! / بوكرش محمد

 

الفنان التشكيلي بالمكي مراد.. !!! / بوكرش محمد

فنان تشكيلي من الغرب الجزائري يعمل ويقيم هناك بالباهية وهران.. عرف الغرب الجزائري قديما وحاضرا من الشمال الى الجنوب كمزرعة أضرحة للصالحين الذين توفتهم المنية كل بمكان عرف باسمه..ما من مرتفع في طريقك من العاصمة الجزائر الى تلمسان الا  ويعتليه مرقد واحد منهم ..مزارات سكان المناطق المحيطة به من فلاحين وسكان المدن المجاورة..لكل واحد منهم موعد سنوي يحتفل فيه بذكراه..
قراءة قرآن ..مديح.. تباري فروسية..القاء الشعر البدوي يرافقه عزف القصبة (الناي) والبندير (آلة ايقاع) التزين بالحنة تبركا ..والاطعام يوميا مدة الاحتفال..

تختلف طقوس هذه العادة من منطقة الى أخرى أي تتغير كل 200 كيلومتر تقريبا حسب عادات وتقاليد السكان من الشمال الى الجنوب..مناطق حافلة بقصور أمازيغية بهندسة ومواد بناء مختلفة حسب ما توفره البيئة ومحيط طبيعة المكان..طعمت هذه القصور وهندستها باضافات اسلامية لاحقة جاءت مع الفاتحين وعمل بها كل من اعتنق الدين الاسلامي..اضافة المساجد والصومعة والمدارس القرآنية والعلمية..

تطور الكل مع تطور الصناعات التقليدية والمعارف الحرفية..من خزف ، الحدادة.. صناعة الحلي الفضية والذهبية، النسيج دباغة الجلود تزيينها وتلوينها حسب وظيفتها بما في ذلك رق الكتابة والرسم..صناعة آلات النفخ الموسيقية ونقشها.. تصميم الأسلحة النارية والبيضاء بمقابض نحتت من العظام .وأخرى من خشب كبست بالفضة المنقوشة..
 

تربى وترعرع الفنان الطفل "بالمكي مراد" في ربوع هذه الصفحة الثرية بكل ما يغري العين وتستحسنه..
التحق الطفل بالمدارس ليعرف الحرف بعد أن خربش الجدران ووجوه الأماكن المسطحة من الأرض، لعب بالعجين والتراب..كانت له التمارين الأولى قبل أن يرى نفس الخربشة بالمدرسة التي يقوم بها من سبقه للتعليم ويسمونها كتابة ورسم.

وهي أول المهارات الي يكتسبها الطفل لتكبر معه.. التحق بمدرسة الفنون النظرية والتطبيقية، لأنه رأى أنها أقرب الى ذاكرته الطفولية من أي شيء أخر..تخرج بعد أن تعرف على كل المدارس التشكيلية العالمية..وعرف أنه متميز عن كل هذه التجارب بتجارب فيها ما هو بدائي يحتاج الى تسويقه بمهارات معاصرة حديثة وما هو حضاري اسلامي من  فن الخط والزخرفة وما هو أمازيغي متوارث من جيل الى أن وصله.. ومن الغير ممكن أن يستنسخ نفسه من غيرها ..لأنها ببساطة مختلفة باختلاف عادات وتقاليد وتجارب أهلها وتأسيسها نابع من تجذر هوية لها الحق في الوجود بين باقي الهويات العالمية .. متنوعة من جمع النواحي..

 

للفنان مراد بالمكي مكونات هويته ومصادر الهام فرضت نفسها عليه ملتحمة بصغير وكبير حركاته وسكناته التشكيلية..تتهافت تسبق قلمة وريشته لاوية عنقيهما مرغمان أن يذكرا جمالياتها  بحسن صنعه واضافته ويتغنى بها تشكيليا بمستوى ما عرفه من مستويات تشكيلية عالمية..
للفنان "بالمكي مراد" تميز واضح من تميز سابقه الفنان الكبير "سطنبولي أحمد" وكليهما حاول على قبض بعض الشيء من العمق التشكيلي الافريقي الذي زاد عمليهما قوة وتميزا اضافة لما عرفا به وعرف به مغربنا الاسلامي الكبير..

وأنتم على موعد بمعرض الفنان مراد بالمكي:

 

بوكرش محمد 18/03/2015
BOUKERCH MOHAMED