مثير: هل الخمر محرم فعلا في الاسلام؟ عالم أزهري يفتي في الموضوع ويقول الخمر غير محرم في الاسلام / الشيخ المصري الدكتور مصطفى راشد

 
الشيخ المصري الدكتور مصطفى راشد
مثير: هل الخمر محرم فعلا في الاسلام؟ عالم أزهري يفتي في الموضوع ويقول الخمر غير محرم في الاسلام
نشرت في 01/4/2014




مع وصول الاسلاميين إلى الحكم في أكثر من بلد عربي وإسلامي، سجلت مواقف محرجة لبعض من قادتهم وهم يحضرون لقاءات واجتماعات دولية، وذلك بسبب الخمر التي جرت العادة أن تكون حاضرة على موائد هذه اللقاءات كما حصل مع بنكيران خلال منتدى دافوس، ومن هؤلاء القادة من فضل ألا يقع في الحرج فقاطع الاجتماع نهائيا كما هو الشأن بالنسبة لبوليف عندما رفض حضور اجتماع جي 20 بروسيا بسبب الفودكا.

وإذا كان أمر هذا الحرج الذي تسببه الخمر للمسؤولين الاسلاميين يمكن مناقشته من زاوية ضرورة مراعاة مصالح الدولة التي يمثلونها ويتحملون مهام إسماع صوتها في المنتديات الدولية في جميع الظروف، فإن هناك إمكانية أخرى لمناقشة ذات الأمر من زاوية المرجعية الدينية التي يستند إليها هؤلاء الاسلاميون لتبرير مواقفهم من هذه المنتديات بسبب الخمر، وهذه الإمكانية توفرها مجموعة من الفتاوى التي تعتبر أن القول بحرمة الخمر في الاسلام هو قول غير مبني على أسس متينة من القرآن والسنة، وإنما هو اجتهاد قديم لمفسرين لا أحد طرح السؤال يوما عن أهليتهم قبل الأخذ النهائي بما يقررونه من حقائق.

ويعتبر الشيخ المصري الدكتور مصطفى راشد وهو عالم أزهري.. واحدا من أصحاب هذه الفتاوى التي أخذت على عاتقها مهمة "تنقية التراث مما هو مخالف لصحيح ومفهوم النصوص" كما يقول، حيث يعتبر في إحدى فتاواه التي أجاب من خلالها على سؤال حول موقف الاسلام من الخمر، أن الاسلام يعيش أزمة مردها إلى الاختلاف الذي نشأ بين تفاسير فقهاء الاسلام بسبب اختلاف البيئة التي نشأوا فيها حيث يقول: "ما زال التحليل والتأويل والتفسير والقياس الفقهى لنصوص القرآن والآحاديث ، رهين عقليات المفسرين من البشر منذ مئات السنين دون أن ننظر إلى المفسرين والفقهاء.. هل هم فعلا أسوياء يملكون المنطق والعقل الراجح ، أم أن الكثير منهم كان مصاباً بالعطب العقلى والعته الفكرى، وجعلنا منهم أئمة ومرشدين وقادة ،ولأن الدين مهنة من لا مهنة له، وجدنا الكثير من فقهائنا ومفسرينا يقررون وينظّرونَ حسبما نشأوا --- ، فوجدنا فقهاء منطقة الخليج متأثرين بطبيعة بلادهم الرملية الجافة القاسية ، فاختلفت تفسيراتهم للنصوص مع فقهاء الشام الذين نشأوا فى الحضر، وكذا الاختلاف مع فقهاء مصر أصحاب الإرث الحضارى والثقافى، حتى نصل للأكثر مدنية وتحضراً ، وهم فقهاء الأندلس ، امثال ابن رشد وابن عربى – واختلاف فقهاء هذه المناطق ، يوضح لنا أزمة الاسلام ، وحاجته لمؤسسة دولية وسطية مثل الأزهر ، تعكف على تنقية هذا الإرث المتضارب فى الكثير من جوانبه، والمخالف لمقاصد الشرع الصحيحة".

وعن موقف الاسلام من الخمر هل هو حلال أم حرام، باعتباره من القضايا التي يحتاج الارث المتراكم حولها إلى عملية تنقية، وهي العملية التي يؤكد تطوعه من أجلها، قام مصطفى راشد أولا باستعراض بعض تعاريف الخمر لغة واصطلاحا فقهيا قبل أن يمر بعد ذلك إلى "إسناد الرأي والفتوى فيها- أي في قضية موقف الإسلام من الخمر- إلى النصوص دون تزيد" كما جاء في عبارته.

وهكذا استعرض الدكتور مصطفى راشد الآيات والأحاديث المتعلقة بموضوع الخمر مناقشا إياها بالشرح والتفسير، حيث بدأ بقوله تعالى في الآية 219 من سورة البقرة:"يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس"، موضحا أن الآية هنا ليست نص تحريم، بل تضع الخمر في درجة المكروه فقط، وذلك "لأن نصوص القرآن عودتنا على الألفاظ القاطعة الواضحة إذا كانت المسألة تتعلق بالتحريم مثل قوله تعالى فى سورة البقرة "حُرِّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" وكذا الاية 3 من سورة المائدة وأيضا قوله تعالى فى الآية 96 من سورة المائدة ( وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما) وكذا سورة النحل الاية 115 ، مما يعنى أن الخمر مكروه وليس محرما وإلا لماذا لم تقل الاية حرم عليكم الخمر".

وعن قوله تعالى في الآية 43 من سورة النساء:"يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون"، فقد أشار إلى أن هذه الآية نزلت بعد أن كان بعض الصحابة يصلون وهم في حالة سكر مزر مما جعلهم يخطئون في قراءة الآيات، أما المعنى الذي يفهم ضمنيا .من الآية حسب مصطفى راشد فهو "أن السكر حتى الغياب عن الوعى ممنوع اثناء الصلاة ونص الاية لا يمنع فى غير أوقات الصلاة"

وبخصوص قوله تعالى في الآية 90 من سورة المائدة:" يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"، فيرى الدكتور مصطفى راشد أن الآية واضحة في طلب اجتناب الخمر وباقي الأشياء الأخرى، وهو ما لا يدل على التحريم بل يضع الخمر في درجة المكروه، مؤكدا أن هناك فرقا كبيرا بين المحرم والمكروه.

ونفس الأمر، أي عدم القطع بحرمة الخمر والميسر في الآية السابقة، هو ما ينطبق، حسب مصطفى راشد، على الآية 91 من سورة المائدة التي يقول فيها تعالى: "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون"، حيث اعتبر أن الآية تطالب فقط بالتوقف عن الخمر والميسر حتى لا يقع الصدود عن ذكر الله وعن الصلاة، مشيرا إلى ان القرآن يؤكد أن الخمر ليس محرما في ذاته بل في علة الوقوع في السكر الذي يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، مستدلا بالآية 15 من سورة محمد التي تقول:" مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من خمر لذة للشاربين".

أما بالنسبة للحديث الذي رواه مسلم بأن كل مسكر حرام، فيشير الكتور مصطفى راشد بداية إلى أنه يتحفظ على سند الحديث "لأن التحريم وهو أعلى درجات الأحكام فى الشريعة الأسلامية لا يكفيه حديث يصدر عن أحد أو بعض الرواة"، قبل أن يؤكد أن نص الحديث على أي حال "لا يحرم الخمر في حد ذاته، بل يحرم السكر أي الوقوع فيه."


http://www.alhodhode.com/articles/9734/1/-----------------/Page1.html/print/9734
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)