في مجموعة "الحمار الذي لم يدفن مع السر" للقاص مسعود غراب / سعيد موفقي

في مجموعة "الحمار الذي لم يدفن مع السر" للقاص مسعود غراب

لم استأذن صديقي القاص مسعود غراب في اختيار هذه الصورة ، و تصرفت في اختيار الألوان أيضا ، هذا ليس غلاف مجموعته طبعا ، غير أنٰي أحببت أن أعلق على قصصه التي تفتح شهية القراءة و تطمئن في وقت واحد ، أما شهية القراءة فالقاص دوما يحمل الأمور على محمل الجد و في نفسه رغبة واضحة في الوصول إلى غاية نبيلة يعتقد أنٰها أسمى أساليب الحياة ، بعيدا عن السخرية السطحية و الأفكار العبثية ، لا يتحرى إلا الشخصيات النموذجية ، أفرادا و جماعات التي تشكل مجموعة القيم و الصور المتوافقة و المتناقضة والمثيرة ، فقراءتي لمجموعته «الحمار الذي لم يدفن مع السر» تتكئ على السلوكات البشرية البسيطة و المعقدة ، يتخللها أحيانا فانتازيا الأشياء و الكائنات التي أراد أن يمرر من خلالها خطابا إنسانيا لا ينتظر من المتلقي القهقهة في سخريته ، و لا البكاء حدّ الحزن ، بقدر ما ينتظر منه لحظات للتأمل و القراءة الواعية للمحيط و أفكاره و معانيه المتوافقة و الملتبسة ، هذه شهية القراءة ، و أما ما يطمئن في لغته في بساطتها و اختياره ما يحقق بأقل الألفاظ أكثر المعاني ، باختصار قصصه هادفة و لغته مسؤولة .