اسعد عرابي يغفل وطن بأسره بقلم : عدنان بشير معيتيق

العمل الفني للفنانة التشكيلية الليبية نجلاء الفيتوري


اسعد عرابي يغفل وطن بأسره

بقلم : عدنان بشير معيتيق 

الفنان اسعد عرابي ناقد جيد وفنان تشكيلي رائع, له كتابات تشكيلية كثير ومهمة لتجارب عديد في المنطقة العربية والعالم , متحصل على الدكتوراه في علم الجمال من السوربون بباريس, له دراسات متخصصة باللغة العربية والفرنسية , يتحلى بالنقد الموضوعي العلمي فيها, متفرد في رؤيته النقدية, يرجع ذلك لمعرفته العملية والنظرية بالفنون التشكيلية واطلاعه الواسع الذي اكتسبه نتيجة دراسته وإقامته في فرنسا. إلا انه رغم نشاطه وكتاباته التشكيلية هذه, يعتريها الكثير من عدم الحيادية في التناول والتقديم للكثير من مقالاته المنشورة في الصحف والمجلات العربية, التي تتناول التجارب التشكيلية في المنطقة , ففي مقالته " الفن النسائي العربي " المنشورة في مجلة "الجسرة الثقافية"وعندما يحدد الكاتب كلمة " العربي" كان لزاما عليه أن يتناول أو يشير إلى تجارب تستحق الإشارة من كافة البلاد العربية ولا يقتصر على تجارب أربعة عشرة منهن منتقاة بمزاجية, مع احترامي إلى كل الفنانات التي تناولتها دراسته المتواضعة هذه, كما قال هو في مقدمة مقالته, إلا انه اغفل جزء كبير من باقي شريحة الفنانات التشكيليات والتي تعج بها المنطقة مثل ليبيا والسودان وقطر واليمن ولا يكون هنا أي تبرير عندما تتكرر الغفلة أو الجهل بالشيء كما يدعي عن إسقاط أسماء الكثير من الفنانين التي تزخر بهم الحركة التشكيلية في ليبيا بمقالته في مجلة العربي " خارطة مبسطة عن الفن التشكيلي العربي المعاصر" كان هذا العنوان على ما اعتقد , فلم يذكر إن من الأسماء المهمة في التشكيل العربي المعاصر من ليبيا أمثال علي العباني و عمر جهان وعلى الزويك وعلي الرميص وهم معروفين عربيا والبعض منهم معروف عالميا أيضا, رغم أن الفنان الناقد اسعد عرابي قد قام بزيارة إلى طرابلس وتعرف عن قرب لأعمال الكثير من الفنانين في وقت سابق. ربما يكون النظام السياسي السابق في ليبيا إحدى العوامل التي شوهت الصورة للفنان التشكيلي الليبي وكان عقبة حقيقية في الحد من أي انتشار للكثير من الفنانين على الساحة, رغم النجاحات الفردية المتحققة في الكثير من المحافل الدولية بمجهود شخصية من قبل الفنانين أنفسهم, لكن على فنان عارف بالمفاصل والمواطن الجمالية للإعمال التشكيلية وبعلاقاته الشخصية للكثير من هؤلاء الفنانين, كان يمكن أن يتحسس الكثير من التجارب المهمة والأعمال الجيد في ليبيا, حتى بالإشارة ومجرد ذكر أسماء, دون الخوض في هذه التجارب المهمة التي تستحق الدراسة والانتباه...على كل حال شكرا للفنان اسعد عرابي على هذا المجهود في تناول التجارب التشكيلية وتعريفه لنا بالكثير منهم في مناطق مختلفة من العالم, رغم نقص هذا الجهد أو عدم كفايته, على الأقل في نظر أعيننا نحن الليبيين .. * عدنان بشير معيتيق *