قصيدة"في الرّبيع العربي": الشّاعر طارق النّاصري يكتب عن الرّبيع العربي
قصيدة"في الرّبيع العربي": الشّاعر طارق النّاصري يكتب عن الرّبيع العربي
في الرّبيع العربي
في الرّبيع العربي
ألف وباء وتاء
صهيل الماء في الحجر
عواء ذئب في وضوح الأماني
ألف وباء وجيم
اتّضح الان ان لا احد صار يحمتل الثّورة
ولا حديث الثّائرين
****
تلك الشّريدة في بلاد الرّيح
عادت تحمل في يديها الخطايا
وبقايا ضوء خبّأته في حلم شهيدٍ
وعادت مقرّحة الأغاني
اين تمضي ؟
لم يعد بالبيت متّسع للرّحيل في المجاز والأحلام
****
في الرّبيع العربي
يجلس الدكتاتور أمام شاشة التّلفزة
ينتظر حالة الطّقس واتجاه الرّيح
وعودة الثّوّار إلى رشدهم
يعود الى تونس وقد حاصرها الوضوح
****
هادئ في ركن البيت
يصله صدى الثّورة من المذياع
لا احد فكّر في اقتحامه
يتسلّل الدكتاتور رويدا رويدا في في شرايين القتيل
يتصالح مع شعبه بعد عامين من الأخذ والردّ
في الرّبيع العربي
شظايا الثّورة شرّقتنا وغرّبتنا
حتّى أضعنا البلاد والبوصلة
****
لم أعد ما كنتُ
حتّى يداي لست أدري لمن تتبعان
تطلاّن على نفافذة تطلّ عليّ
كأنّ يديّ تخرجان مع الخارجين عليّ
كأنّ المياه حجرْ
كأنّ الكلمات والأسماء ْ
كأنّ الحجر حجرْ
****
لم يناسبنا اتجاه الريح
ولا البحر ولا الياسمين
ولا ساحلُ بحر الظلمات
****
خرجنا كالغجر في الرّبيع العربيّ
نركب شهوة الرّيح
فـــــضعْنا في رمال الثورة حولين كاملين
نسينا لم ثرنا
على من ثرنا
ونسينا لمن ثرنا
يشغلنا جمع الغنائم
عن وضوح الفرق بين القاتل والشّهيد
****
نشدّ الرحال كالغزاة إلى أهدافنا الأولى
نحمل ما استطعنا من العتاد
نحلم بالغنائم والسبايا وبالبلاد وقد اضحت لنا
في الرّبيع العربي
تجلس امرأة بعد الأربعين تحلم بفارس الأحلام
تتعثّر في أناقة فرسانها العائدين من دخان الثّورة وقد أحرقت
***
يحلم عاطل بالرّئاسة والكرامة
يشرع شاعر مدّاح في تعلّم أوزان القصيدة الثّائرة
يهجو سيّده القديم
يغيّر قافيته
ينقص من الشعر
يزيد من ممكنات الثّورة ما استطاعا
في الرّبيع العربي
لا تجد امّ شهيد متّسعا لترى البلاد وقد تغيّرت
في أيّ ساحة يرقد ابنها ذو العشرين ربيعا ؟
في أيّ زقاق
وقد صار عنوانا لشارع مظلم ؟
في الرّبيع العربي
****
يحلم حارق ببلاد الفرنجة وهو يغرق
يفارق ظلّ صاحبه
يمشيان غريبين مع الاخرين
في الرّبيع العربي
يرنّ هاتف الثورة
يقفز عشرة ملايين تونسيّ من اماكنهم للرّد على مكالمة
خاطئه
****
ثائرون في بلدي وحائرون
وأنت ماذا جنيت من الثّورة أيّتها الحالمة بالبلاد ؟
أيّتها الشّعوب
يا غريبة في يديها
تسـتأذنينهم لتكوني انت
للذهاب الى اللّه
او للذّهاب الى الجياع
او للرحيل مع شاعر ضلّ الطّريق
حدّثيهم عن فتية خرجوا عن طوع سيّدهم
لمّا عافه العرش
وعن خدّامه كيف صاروا
****
ثرنا ولا ندري لم ثرنا
وتنام الثورة في رغبات من سادوا
ومن عادوا
ومن لانوا
ومن افلتوا من طلقة طائشهْ
تغيّر أصحاب الفخامة والجلالة ِ
والفقراء على حالهم
تغيّر أهل المديح وايقاع المديح
والشّعراء على حالهم
لم يعد شيء في مكانه
يا أيّها الزّمان العربي
عربد كما شئت في أحلامنا
اسحبْ مخالبكَ من بلادي ايّها الربيع العربي
هل قدرنا أن نرى الأقمار في برك الدماءِ لامعةً
كي نصدّق أنّنا في ربيع غرّر بأحلامنا الفاجره؟
تعليقات
إرسال تعليق