الرحالة الاعلامي اليمني الأستاذ فريد باعباد : زيارة لهونج كونج
الرحالة الاعلامي اليمني الأستاذ فريد باعباد : زيارة لهونج كونج
كنت في زياره لجزيرة هونج كونج ، وفي يوم الأحد الأجازه الأسبوعيه والدوائر الحكوميه والشركات والبنوك والمدارس مغلقه، ذهبت صباح ذلك اليوم وفي وقت مبكر الى كوفي شوب في أحد المجمعات التجاريه لأتناول بعض القهوه وأطلع من خلال كومبيوتري المحمول على أيميلاتي والأخبار .
كنت جالسآ في طاوله وأنا منهمك في ماذكرت، فاذا بأربع فتيات صغيرات يبلغن من العمر في حدود العشرسنوات وكل واحده منهن تحمل حقيبه مدرسيه، لفت نظري المنظر توافقهن وحضورهن المبكر رغم أن المدارس مغلقه في هذا اليوم .
ثواني معدودات واذا بكل واحده منهن تخرج من شنطتها كتابآ مدرسيآ وبالطبع باللغة الأنجليزيه وهي اللغة الرسميه في الجزيره رغم أنها صينية الأنتماء .
سألت أحداهن مالذي أتى بكن في يوم الأجازه وفي هذا الصباح حيث الوقت لازال مبكرآ في حدود التاسعه صباحآ، لأننا تعودنا في يوم الأجازه أولادنا وبناتنا في هذه الساعه بالذات في سابع نومه ..
ردت علي الفتاه انهن قد اتفقن على الموعد والمكان والزمان لتبادل المعلومات المدرسيه والمذاكره والمراجعه وقد تعودوا على ذلك . بصراحه شي غريب وجيد ويفرح كل من يعرف معنى وأهمية العلم والأجتهاد والتحصيل . جيل يسبق طموحاته
شعب حي ،ومجتمع نشيط ومتجدد، ويتطلع الى النمو والتعلم والتطور أفضل مماهو فيه الآن ، حيث المجتمع الصيني والشعب الصيني شاغل نفسه بالتعلم والأبتكار والأختراع بدلآ من الجري خلف السراب والسياسه والقيل والقال .
اذا كن تلك الفتيات يمثلن أسر أربع فانهن بالتأكيد سوف يكن نواه لأربع بيوت منتجه تحمل فكرآ مقدسآ للعلم والمعرفه ستتناقله الأجيال الصينيه القادمه . فماذا عسانا ننتظر من هؤلاء سوى الأختراع والأبتكار وفي مجالات متعدده ...
العلم والتعلم والمعرفه وفي كل المجالات هو بحد ذاته صمام أمان من الفقر وعواصف الزمن السياسيه والأقتصاديه المختلفه والمتعدده .
حب العلم والتعلم وبذل الجهد والمثابره في استغلال الوقت بشكل ايجابي لهؤلاء العينه من الشعب يجعلنا نقف احترام لتلك العقول والأجسام الصغيره ولمن يشرف على تربيتهن ، وفي نفس الوقت نطالب أولياء أمور أولادنا وبناتنا بذل كل السبل والتضحيه وتشجيع أولادنا وبناتنا في السير في هذا الطريق والذي كان بالأمس القريب هو أسلوب وسلوك حياة أجدادنا وتركه البعض منا منشغلآ بالسياسه وغير ذلك من تفاهات المجتمع والتي لاتسمن ولاتغني من جوع .
فالشعوب والبلدان لاتبنى بالسياسه والحراك السياسي فقط ولكنها حقيقة تبنى بالعلم والمعرفه والصين التي أحببت أن تكون خير مثال لمقالي هذا شاهدة أمام الجميع والمثال الذي عرضته لدليل على نضوج المجتمع في معرفته بصوابية التفكيروالسلوك وأطرح سؤالي للجميع هنا . لماذا لانتعلم من الآخرين وكالآخرين ..!؟
فريد باعباد (Farid Baabad)
شكرا صديقي الاعلامي الرحالة فريد باعبادعلى هذه الالتفاتة التربوية والسلوك الحضاري المتقدم..بورك فيك أخوك محمد بوكرش
ردحذف