الفنان التشكيلي العراقي خالد المبارك
الفنان التشكيلي العراقي خالد المبارك
الفنان التشكيلي العراقي خالد المبارك يحتفي....
بمناسبة مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 وأحتفاء بهذا الحدث الكبير وما لبغداد من اثر في التاريخ العالمي والعربي ومن ريادة في كل المجالات الثقافية والمعرفية ... والانسانية ولهذا كان مشروعي بأقامة معرضي هذا الذي تضمن 70 عملا فنيا تشكيليا
مابين رسم ونحت وكرافيك بعنوان (( كائناتي تلامس سطح اللوحة )) وهي نتيجة تعبر بصدق عما يجول في خاطر فنان وتجارب ,,تجاه مدينة طالما تغني بحقها الفنانون والشعراء والمفكرون ... وهي قراءة وفق منهج امتد جذره الى ثلاثة عقود ونيف من الدراسة والبحث والتقصي في مجال الاسطورة ( المثيولوجيا الرافدينية ) والتي تؤكد في معانيها حول رقي الانسان وفلسفته تجاه الحياة والموت والعالم الاخر ... وثمة موضوع وفكرة واسلوب وفنان صاغ منهجه البحثي الموسوم بمسمياة عدة وفي كل معرض ابتداء من منتصف السبعينيات من القرن الماضي والى لحظة اقامة معرضي الرابع عشر تراتيل الغابة ، نسيج الذاكرة ، وزقاق ومدينة ، وتارة وجوه واقنعة ، ومن ثم كائنات تلامس سطح اللوحة وهي عناوين تتغير واسلوب واحد ولكن بتكنيك متغير ومتحول حسب معطيات العمل الفني سواء كان نحتا او رسما ... ومن خلال تجاربي السابقة اؤكد على قيمة عليا ... نطمح ان ترتقي بها نحو السمو والتالق والرفعة ... وهي اماني وطموحات طالما حلم بها الفلاسفة والمفكرون والفنانون ... !!! وهي فكرة حملتها الشرائع السماوية وتواصلت من خلال الاجداد العظام في سومر واشور واكد ... نتوقف قليلا امام شريعة حمورابي وسنه لقوانين ارضية مرتبطة بقوانين السماء وهي تؤكد على مكانة الانسان وخلقه الرفيع واحترامه للكائنات الحية الجميلة ... وبلا شك فهذه الجذور التاريخية الاصيلة من حضارة ضربت عمقا في التاريخ وعلمت الانسانية معنى كبيرا في الخلق والمعرفة ... وما تاكيدها الا للحاجة الماسة التي يصبواة اليها المجتمع والانسان العراقي مثلا في الانموذج الانساني ... وان مايتعرض له من ضغوط وظروف قاهرة تجرح انسانيته وتشوه من صورته الحقيقية ... خاصة ونحن اليوم نغرس بذور المحبة والألفة والمصداقية في كل مانعمل وما نتعامل به وبما يؤسس لمجتمع متفاعل متفاءل فاللون الابيض واللوحة البيضاء ماهي الا تأكيد على صفاء النفوس وصدق اللحظة والتوجه ... كما وان السعادة والغبطة التي لمستها في المتلقي عند ماشاهدته لاعمالي في معارضي السابقة واللاحقة ماهي الا وازع يسير باتجاه هدف اسعى له ويمنحني دافع لعمل ماهو افضل للمساهمة في انعاش ذاكرة هذا الانسان الاصيل والانسان المضمخ بالجراح والالم. فبأعتقادي المتواضع العمل الفني يأخذ دوره كنوع من انواع العلاج النفسي والسايكولوجي للانسان الذي طالته الضغوط ومن خلال سلسلة من الكوارث والفجائع ولثلاثة عقود ... وبذلك نسهم ولو بشكل يسير من اجل ان ننقل المتلقي الى عالم تسوده الالفة والمحبة بعيدا عن العنف والكراهية وضوضاء المدن المتعبة ... وتحية لبغداد حاضنة الفكر والتاريخ والالق الانساني.
وتبقى اعمالنا تضئ جانبا من سفر عظيم في تاريخ المعرفة والفن والجمال في بغداد عاصمة الضياء والحضارة.
خالد المبارك ...بغداد 17/3/2013
تعليقات
إرسال تعليق