محمد شرشال : ”بيت النار” كان أول عمل مسرحي جزائري ينبذ التطرف والإرهاب
المخرج والسيناريست محمد شرشال
محمد شرشال : ”بيت النار” كان أول عمل مسرحي جزائري ينبذ التطرف والإرهاب
أعدت جمعية ”الفنون الدرامية محفوظ طواهري” لمدينة مليانة بولاية عين الدفلى برنامجا مسرحيا بمناسبة إحياء الذكرى الواحدة والعشرين لتأسيسها التي تحل هذه الأيام· وأوضح مؤسس الجمعية الفنان محمد شرشال، في حديث لـ” البلاد”، أنه أطلق هذه المبادرة رفقة فنانين آخرين من مدينة مليانة سنة ,1990 مضيفا ”ومضى الزمان·
· وها هي الجمعية التي أسستها تكرمني اليوم”· ويستذكر الفنان محمد شرشال ظروف تأسيس الجمعية المسرحية كمن يحفر في ذاكرته عميقا ليستخرج شيئا ما، فيقول ”كنت إطارا في قطاع الشباب والرياضة حين طلبت تحويلي من دار الشباب لخميس مليانة إلى دار الشباب محمد بوراس بمليانة، والسبب هو عدم اهتمام أهل المنطقة بممارسة المسرح، وثانيا لأن جذوري من مدينة مليانة التي لها خلفية حضارية وثقافية”·· ويمضي محدثنا قائلا ”كان هذا بعدما حفزني صديقي الفنان المسرحي حمدان بومعد على إعادة بعث المسرح بهذه المدينة التي لها تجارب ماضية·· تجربة محفوظ طواهري للمسرح في الستينيات، وتجربة سيد أحمد زيان ومعط الله في السبعينيات، وفرقة النهضة لثانوية مصطفى فروخي في الثمانينيات·· ولكنها كانت مبادرات تتوقف لسبب أو لآخر، كتوقف فرقة محفوظ طواهري بسبب استشهاده وبعض أعضاء فرقته في حريق زكار سنة .”1968 وأوضح شرشال أنه أسس جمعية ”الفنون الدرامية محفوظ طواهري” رفقة أسماء بارزة في المدينة كحمدان بومعد وبغدادي عزايزية وأحمد خليفة ومحمد سعدي وبومعد سمير وآخرين كثيرين”، مضيفا أن ثلاثة فنانين تداولوا على رئاسة الجمعية طيلة 21 سنة من تواجدها، من بينهم المتحدث ذاته، والراحل خليفة مصطفى والرئيس الحالي سمير بومعد، والثلاثة سيكرمون هذا الثلاثاء·
وفي السياق ذاته، قال محمد شرشال إن الجمعية كانت سباقة إلى إنتاج أعمال ذات أبعاد خاصة تتعلق بحساسية فترة التسعينيات التي مرت بها الجزائر، فكانت مسرحية ”بيت النار” التي كتبها وأخرجها أول عمل ينبذ الإرهاب، حيث أنتجت في عز الأزمة الأمنية في ولاية عين الدفلى سنة .1993
وتروي المسرحية، حسب شروحات شرشال، قصة مجاهد مزيف اسمه ”بودينار” الذي يتحالف مع الشيطان ليقف ضد الثورة التحريرية حين اندلعت، وبعد الاستقلال كان عليه أن يثبت أنه ”مجاهد” وكان كل همه الحصول على ”بطاقة مجاهد” للظفر بـ”الامتيازات”، وذلك رغم أن كل الشهود ماتوا في المعركة التي يرويها·
وبعد ذلك تأتي رحلة ”التسلق” والتأقلم مع كامل التحولات التي عرفتها الجزائر من 1954 إلى غاية مقتل الرئيس الراحل محمد بوضياف· ويقول محمد شرشال إن هذه المسرحية كانت أول عمل ينبذ التطرف والإرهاب لأن ”بودينار” عمل بكل الوسائل على اغتيال الشاهد الوحيد على خيانته في نهاية العرض، وهي إشارة لبداية العنف في الجزائر، مضيفا أن المسرحية تحصلت على تتويجات منها الجائزة الكبرى في مهرجان مستغانم سنة ,1993 وشاركت في المهرجان الدولي للمسرح التجريبي بالقاهرة سنة .1993
من ناحية أخرى، يتضمن برنامج احتفالية جمعية ”الفنون الدرامية محفوظ طواهري” التي تتواصل إلى غاية الفاتح نوفمبر القادم، سلسلة عروض مسرحية خاصة بالأطفال وأخرى للكبار منها ”الصندوق” و”المسابقة” و”القضية” ”الشجرة” و”البورجوازي” و”المسار” و”بيت النار” و”الفيروز الأزرق”· كما يقام خلال الاحتفالية عرض ”كوريغرافي” وعرض فيلم تسجيلي يبرز أهم المحطات في مسيرة الجمعية· وتقدم العروض الخاصة بالكبار بالمسرح البلدي ”محفوظ طواهري”، وعروض الصغار بـ”سينما الأبطال”، فيما تنظم الجمعية معرضا خاصا بها ببهو المسرح البلدي على مدار خمسة أيام·
أيمن السامرائي
http://www.elbilad.net/archives/२०७८२
تعليقات
إرسال تعليق